الاستعانة بالجن في العلاج
وقد وجد بعض المعالجين قد اتفق مع جني أن يساعده في العلاج لبعض الحالات المستعصية , فيناديه بألفاظ متفق عليها , أو يرافقه الجني في رحلات العلاج , ثم يأمره بالدخول في بدن المصروع ليخرج الجني الأخر إن كان اضعف منه .
ومع خطأ هذا الامر الذي قد يؤدي الى الشرك . وقد يؤدي الى زيادة طغيان الجن . هي طريقة غير مشروعة لم يستعملها النبي عليه السلام ولا اصحابة من بعده , ولا العلماء بل ورد في القران ماينهى عن ذلك لقولة تعالى ( وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا9
قال القرطبي المراد به ماكانو يفعلونه من قول الرجل إذا نزل بواد : أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيبيت في جواره حتى يصبح . قال رحمة الله " رهقا أي خطيئه وإثما" قال مجاهد " فزادوهم " أي أن الإنس زادوا الجن طغيانا بهذا التعوذ حتى قالت الجن سدنا الإنس والجن"
قال تعالى ( ومن الشياطين من يعوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين ) وقال تعالى ( وحشرلسليمان جنوده من الجن والأنس والطير فهم يوزعون) وقال تعالى ( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير , يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات أعملوا آل داود شكرا) وقال تعالى ( والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد)وقال تعالى ( وقال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) وفيما قص الله تعالى من أعمال ألجن لسليمان عليه السلام كفاية.
قوله تعالى ( والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد ) روي ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن قتادة ومن الشياطين كل يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل , وقال السدي ومن الشياطين كل بناء من البناء الذي يبني قوله وغواص قال قتادة غواص يستخرجون الحلي من البحر , وقال السدي الغواص الذي يقوم في الماء , وآخرين مقرنين في الاصفاد قال قتادة من مرده, وقال ابن عباس في وثاق , وقال قتادة مقرنين في الأصفاد من السلاسل في أيديهم مصفودين مسخرين مع سليمان , وقال السدي الأصفاد تجمع اليدين إلى عنقه,
قوله تعالى ( هذا عطاؤنا فامنن أوأمسك بغير حساب)قال السدي أمنن علىمن شئت منهم فأعتقه وقال ابن عباس قوله هذا عطاؤنا فامنن , يقول أعتق من الجن وامسك منهم من شئت , وقال قتاده هؤلاء الشياطين إحبس منهم من شئت في وثاقك هذا , أو سرح من شئت منهم فاتخذ عنده يدا إصنع ماشئت لاحساب عليك في ذلك . قال السدي يمن علىمن يشاء منهم فيعتقة ويمسك من يشاء منهم فيستخدمة ليس عليه في ذلك حساب.
وقال شاكر في كتاب العجائب حدثنا محمد بن عمير أبو عزيز حدثنا عمران بن موسى بمكة حدثنا على بن مهران حدثنا جرير بن عبدالحميد عن سفيان بن عبدالله ان عمر بن عبدالعزيز سأل موسى بن نصير أمير المغرب وكان يبعث في الجيوش حتى بلغ أوسمع وجوب الشمس عن اعجب شئ رآه في البحر, فقال انتهيت إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا نحن ببيت مبني وإذا نحن فيها بسبع عشرة جرة خضراء مختومه بخاتم سليمان عليه السلام فأمرت بأربع منها فأخرجت وأمرت بواحدة منها فنقبت فإذا شيطان يقول والذي أكرمك بالنبوة لاأعود بعدها أفسد في الأرض , ثم نظر فقال والله ما أرى بها سليمان وملكه فنسلخ في الأرض فذهب فأمرت بالبواقي فردت إلى مكانها.
وقال أيضا حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد البيروني حدثنا أبي عن موسى بن نصير وكان يهوديا من أهل الكتاب فأسلم فأمر على المغرب فخرج غازيا في البحر حتى أتى بحر الظلمة وأطلق المراكب على وجوهها تسير قال فسمع شيئا يقرع المراكب فإذا بجرار خضر مختمة , فهاب أن يكسر الخاتم فأمر فأخذ قله منها , ثم رجع فنظرنا فإذا هي مختمة , فقال لبعض أصحابة إقدحوها من اسفلها قال فلما أخذ المقداح القلة صاح صائح لا والله يانبي الله لا أعود , قال فقال موسى هذا شيطان من الشياطين الذين سجنهم سليمان بن داود , ونفذ المقداح في القلة فإذا شخص على رجل المركب فلما نظر إليهم قال أنتم هم والله لولا نعمتكم على لفرقتكم. قلت ولي موسى ابن نصير غزو البحر لمعاوية وافتتح الأندلس وجرت له عجائب وقيل لم يسمع في الأسلام بمثل سبايا موسى بن نصير وكثرتهم والله تعالى أعلم